

- السبت ٢٧ فبراير ٢٠٢٥
- مكتب دراسة جدوى
اسرار في دراسة مشروع زراعي ناجح في السعودية بنسبة 85% - دليل ارشادي من مكتب دراسة جدوى
اسرار في دراسة مشروع زراعي ناجح في السعودية بنسبة 85% - دليل ارشادي من مكتب دراسة جدوى
شركة جوجان مكتب دراسة جدوى قامت بمساعدة بعمل بحث تفصيلي حول كيفية بدء مشروع زراعي نباتي، متضمناً جميع الخطوات الأساسية من تحديد الهدف إلى الإدارة القانونية والمالية. سيتم تنسيق البحث كدليل متكامل للمزارعين الجدد، بحيث يشمل المعلومات التقنية، التسويقية، والإدارية. .
مكافحة الآفات والأمراض (متابعة): ينبغي رصد الآفات بانتظام عبر تفقد النباتات وأوراقها بشكل دوري. عند ظهور أعراض إصابة (كثقوب الأوراق أو اصفرار غير طبيعي أو وجود حشرات مرئية)، يجب تحديد نوع الآفة واتخاذ إجراء مبكر. يمكن استخدام المصائد اللاصقة لرصد الحشرات الطائرة. في حال تجاوز الضرر عتبة التحمل الاقتصادي، يمكن اللجوء إلى المكافحة المباشرة بأقل ضرر بيئي ممكن: استخدام المبيدات الحيوية أو العضوية أولاً (مثل بكتيريا الـBT لمكافحة الديدان، أو زيت النيم كطارد حشري طبيعي)، أو المبيدات الكيميائية المسموح بها عند الضرورة القصوى وبجرعات مدروسة وفي الوقت المناسب (مكافحة الآفات الزراعية). من المهم توقيت الرش بحيث يستهدف الآفة في مرحلة حساسة من نموها، وتجنب أوقات نشاط النحل لتفادي الإضرار بالملقحات. أيضًا المكافحة المتكاملة تشمل إدخال الأعداء الطبيعيين للآفات (كإطلاق الدعسوقة لمكافحة المنّ). الحفاظ على صحة النباتات بالتسميد المتوازن والري المنتظم يجعلها أكثر مقاومة بطبيعتها. باختصار، استراتيجية المكافحة الناجحة تقوم على الوقاية أولاً ثم العلاج عند اللزوم، مع تسجيل كل ملاحظة وحالة لمحاولة التنبؤ بالمشكلات مستقبلًا والاستعداد لها (مكافحة الآفات الزراعية) (مكافحة الآفات الزراعية).
3. إنتاج منتجات ذات قيمة مضافة
تركز هذه الاستراتيجية على تنويع المحاصيل والاهتمام بالمنتجات الزراعية الأعلى قيمة والتي لا تتوفر بكثرة محليًا، ثم تصنيع جزء من الإنتاج لزيادة قيمته السوقية. في السعودية، هناك توجه متزايد لزراعة محاصيل غير تقليدية كانت تستورد بالكامل، مثل الكركم والزعفران والبن والورد وبعض الفواكه الاستوائية. زراعة هذه المحاصيل محليًا تتيح توفير منتجات طازجة للسوق وتخفض فاتورة الاستيراد، كما تفتح آفاقًا لتصدير منتجات مميزة من البيئة المحلية.
- الكركم: يعتبر من التوابل الثمينة طبيًا وتجارياً. نجح أحد المزارعين في منطقة تبوك شمال السعودية في زراعة الكركم محليًا وإنتاج نحو طن من المحصول، لتصبح مزرعته أول مصدر للكركم في المملكة (مواطن ينجح في زراعة الكركم لتصبح مزرعته المُصدر الأول للمملكة..فيديو). هذه التجربة تثبت إمكانية توطين زراعة الكركم في مناخ السعودية مع توفير البيوت المحمية والري الملائم، ووجود طلب عالٍ عليه من مصانع الأعلاف والمكملات الغذائية يعطي حافزًا للتوسع فيه.
- الزعفران: يُعرف بـ"الذهب الأحمر" لارتفاع ثمنه، ومع ذلك جُلّ الاستهلاك المحلي كان يُستورد من الخارج. أعلنت وزارة الزراعة عن نجاح زراعة الزعفران في البيوت المحمية بالسعودية وبدء العمل على مضاعفة الإنتاج ( البيوت المحمية الزراعية في السعودية - سعوديبيديا ). أظهرت التجارب أن الزراعة المائية للزعفران أعطت نتائج ممتازة، بل ويمكن زيادة إنتاجية المتر المربع لأكثر من 15 ضعف الإنتاج في الحقل المكشوف باستخدام تقنيات الزراعة العمودية والإضاءة الاصطناعية ( البيوت المحمية الزراعية في السعودية - سعوديبيديا ). تستهدف المملكة تحقيق الاكتفاء الذاتي من الزعفران خلال السنوات القادمة نظرًا لحجم الاستهلاك الكبير (استوردت السعودية 125 طن عام 2020م تشكل نحو ثلث الإنتاج العالمي بقيمة تتجاوز 112 مليون ريال) ( البيوت المحمية الزراعية في السعودية - سعوديبيديا )، ما يعني أن الفرصة كبيرة للمستثمرين في هذا المجال الواعد ذو العائد الاقتصادي المرتفع.
- الورد (ورد الطائف): يشتهر إقليم الطائف بإنتاج الورد العطري المستخدم في صناعة أفخر العطور وماء الورد. وهو منتج تراثي ذو سمعة عالمية. يوجد في الطائف أكثر من 900 مزرعة ورد تضم حوالي 1.14 مليون شجيرة ورد، وتنتج سنويًا نحو 550 مليون وردة (["البيئة": 64 مليون ريال حجم استثمارات الورد الطائفي في السوق السعودية
. يبلغ حجم استثمارات صناعة الورد الطائفي أكثر من 64 مليون ريال في السوق السعودية ([
- الفواكه الاستوائية: تتمتع منطقة جازان بتربة خصبة ومناخ مداري رطب ملائم لعدد من الفواكه الاستوائية والنادرة. بالفعل تنتج جازان أصنافًا مثل المانجو والتين والجوافة والبابايا والموز بكميات تجارية، إذ تحوي أراضيها أكثر من 4.33 مليون شجرة من الفواكه الاستوائية الخمسة الرئيسية ويناهز إنتاجها السنوي 107 ألف طن ( هل تزرع الفواكه الاستوائية في السعودية؟ - سعوديبيديا ). هذه الأرقام الكبيرة جاءت نتيجة نجاح مزارعي جازان في استغلال المقومات الطبيعية بدعم حكومي في توفير الشتلات والإرشاد. لم تعد زراعة المانجو والبابايا حكرًا على جازان، بل امتدت تجارب ناجحة إلى مناطق أخرى مثل عسير والباحة وفي البيوت المحمية في القصيم (اقتصادي / منطقة القصيم تنجح في زراعة الفواكة الاستوائية) (السعودية تتوسع في زراعة فاكهة "الدراقون" - وكالة بث للأنباء). الفواكه الاستوائية عليها طلب جيد في الأسواق المحلية ويمكن استهداف التصدير الإقليمي خاصة للمانجو السعودية التي اشتهرت بجودتها.
التصنيع الغذائي والتعبئة: إلى جانب بيع المنتجات بشكلها الخام، يمكن للمزارع زيادة هامش الربح عبر تصنيع منتجات غذائية منها. فمثلاً يمكن تحويل الفائض من الفواكه إلى مربيات وعصائر مركزّة، أو تجفيف بعض الثمار لصنع شرائح فواكه مجففة، واستخلاص الزيوت من المحاصيل الزيتية (كزيت السمسم أو الزيتون) (دراسة جدوى مشروع مصنع لتصنيع المنتجات الزراعية والأعلاف). تصنيع الإنتاج يحقق عدة فوائد: إطالة مدة صلاحية المنتج، تنويع المنتجات المباعة (وبالتالي جذب شريحة أوسع من المستهلكين)، وتقليل الفاقد من المحصول (فالفاكهة التالفة أو الزائدة يمكن استخدامها في العصائر والمربيات بدلاً من رميها). على سبيل المثال، مزارع المانجو في جازان بدأت تصنع مربى المانجو وتعبئته بعبوات جذابة وبيعه كمنتج تراثي مميز. أيضًا تصنيع ماء الورد ودهن الورد الطائفي من الورد، وتصنيع القهوة (تحميص وطحن وتعبئة البن السعودي) كلها أنشطة تزيد القيمة المضافة. يجب مراعاة الحصول على التراخيص اللازمة لإنشاء منشآت التصنيع الغذائي واستيفاء معايير هيئة الغذاء والدواء من ناحية النظافة والجودة ووضع الملصقات التغذوية على المنتجات. أخيرًا، التعبئة والتغليف جزء مهم من التسويق: اعتماد عبوات حديثة وعمليات تغليف محكمة يحافظ على جودة المنتج ويحبب المستهلك فيه. يمكن أيضًا استهداف الهدايا السياحية بعلب فاخرة تحوي منتجات زراعية محلية مصنعة (كعلب تضم مجموعة من التمور أو مربيات الفواكه الاستوائية)، مما يفتح سوقًا إضافيًا للمزارع. بشكل عام، تبنّي فكرة "من المزرعة إلى المستهلك" عبر تصنيع المنتجات يغني المزارع عن المرور بسلسلة وسطاء طويلة ويحقق له علامة تجارية خاصة ترتبط بالجودة والتفرد.
4. الجوانب التسويقية والمالية
تحليل السوق وقنوات التسويق: النجاح في بيع المنتج لا يقل أهمية عن نجاح زراعته. ينبغي للمزارع إجراء تحليل للسوق لفهم حجم الطلب الحالي والمستقبلي على محصوله وكذلك حجم المعروض من المنافسين. دراسة الأسعار التاريخية وتوجهاتها تساعد في اختيار توقيت البيع (مثلاً تخزين محصول قابل للتخزين عند وفرة الإنتاج وبيعه خارج الموسم بسعر أعلى). تحديد القنوات التسويقية الملائمة أساسي؛ فالبعض قد يعتمد على تجّار الجملة في أسواق الخضار والفاكهة لشراء المحصول بالكامل، وآخرون قد يتجهون للبيع المباشر للمستهلك عبر منافذ المزرعة أو عربات البيع أو المنصات الإلكترونية. اليوم برزت المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي كقنوات فعالة لتسويق المنتجات الزراعية، حيث يمكن للمزارع عرض منتجاته في متاجر إلكترونية أو عبر الإنستغرام وتويتر واستقبال الطلبات مباشرة من العملاء. كذلك المشاركة في المعارض الزراعية والمهرجانات المحلية (مثل مهرجان الورد بالطائف أو مهرجان المانجو بجازان) يوفر فرصة للتعريف بالمنتج وبناء شبكة عملاء (ما هو التسويق الزراعي وأهم 8 خصائص تميزه - جي دارت). ينبغي أيضًا النظر في فرص التصدير للدول المجاورة خصوصًا للمنتجات ذات الجودة العالية أو العضوية، وذلك يتطلب التنسيق مع شركات التصدير والالتزام بمعايير التعبئة والتغليف الدولية.
التسويق والعلامة التجارية: لبناء هوية قوية لمنتجات المزرعة، يجدر تطوير علامة تجارية فريدة وملفتة. يشمل ذلك اختيار اسم وشعار للمزرعة أو للمنتج يعكسان قيم المشروع (مثلاً إبراز كون المنتج عضويًا أو محليًا تراثيًا). وضع شعار "صُنع في السعودية" أو الحصول على شهادة المنتج العضوي ووضع ختمها على العبوة يمكن أن يعزز ثقة المستهلك. من المهم رواية قصة المنتج للمستهلك، كأن توضح على الملصق أو الموقع الإلكتروني للمزرعة كيفية زراعته طبيعيًا ومن دون كيماويات، أو ارتباطه بتراث محلي (مثل القهوة الخولانية). هذه العناصر التسويقية تضفي قيمة معنوية وتشجع المستهلك على تفضيل المنتج حتى لو كان سعره أعلى قليلًا من المنتجات المنافسة. كما أن تصميم العبوات بطريقة جذابة واحترافية يلفت النظر في الرفوف التجارية. وحاليًا يعتبر التسويق الإلكتروني عبر السوشيال ميديا أداة لا غنى عنها: يمكن مشاركة صور وفيديوهات من المزرعة بشكل دوري، ونشر نصائح طبخ مرتبطة بالمنتج، والتفاعل مع استفسارات العملاء بسرعة. كل ذلك يبني مجتمعًا حول العلامة التجارية ويخلق ولاء العملاء. أيضاً يمكن التعاون مع متاجر التجزئة الكبرى لعرض المنتج على رفوفها أو مع المطاعم والمقاهي لتقديم المنتج ضمن قوائمها (مثل اعتماد مقهى محلي على البن المزروع محليًا وعرض ذلك بفخر لزبائنه). خلاصة الأمر، الاستثمار في التسويق الجيد يبني سمعة ممتازة للمشروع ويضمن قنوات تصريف مستقرة للإنتاج (دراسة جدوى لشركة استثمار زراعي وتطوير).
الإدارة المالية والتمويل: الإدارة المالية الرشيدة هي عماد استدامة المشروع. يجب إعداد ميزانية تقديرية سنوية تشمل كافة بنود المصروفات والإيرادات، ومتابعتها فعليًا بصورة شهرية لضبط أي انحرافات. من الجيد تقسيم المصاريف إلى ثابتة (كالإيجار ورواتب العمال الدائمين) ومصاريف تشغيلية متغيرة (بذور، أسمدة، وقود، عمالة موسمية) لتحديد الحد الأدنى من السيولة المطلوبة شهريًا. متابعة التكاليف بدقة تتيح للمزارع معرفة تكلفة إنتاج الوحدة (كيلو من المنتج مثلاً) وبالتالي تسعير المنتج بشكل مربح ومدروس. من جهة التمويل، هناك العديد من مصادر الدعم في السعودية للمشاريع الزراعية. يوفر صندوق التنمية الزراعية قروضًا ميسرة للمشاريع الزراعية المختلفة،尤其 للمشاريع الحديثة كمشاريع البيوت المحمية والزراعة المائية. وقد موّل الصندوق مشاريع زراعية متخصصة بما يفوق 5 مليارات ريال عام 2022 ( البيوت المحمية الزراعية في السعودية - سعوديبيديا ). يمكن للمزارع الاستفادة من هذه القروض لتغطية جزء من تكلفة إنشاء المشروع أو توسعه، مع الالتزام بسدادها من الأرباح على مدى سنوات بفائدة منخفضة أو مدعومة حكوميًا. بالإضافة إلى القروض، تتوفر برامج دعم حكومية مثل إعانات شراء معدات الري الحديثة أو دعم سعر الأعلاف في مشاريع الثروة الحيوانية أو توفير شتلات مجانية في بعض المحاصيل الاستراتيجية (كالبن). من المهم إعداد دراسة جدوى مالية قوية عند التقدم للجهات التمويلية، وإبراز المنافع الاقتصادية للمشروع وخطة السداد. كذلك يُنصح بتخصيص احتياطي مالي للطوارئ (حوالي 10-15% من رأس المال التشغيلي السنوي) لمواجهة أي ظروف غير متوقعة كارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج أو انخفاض أسعار السوق في سنة ما. أخيرًا، الاستفادة من الخدمات الاستشارية المحاسبية قد تساعد المزارع في ضبط حساباته وخاصة مع نمو المشروع وزيادة تشعب عملياته.
5. الجوانب الإدارية والقانونية
الهيكل التنظيمي وتحديد الأدوار: حتى وإن كان المشروع صغيرًا أو عائليًا، فإن وجود هيكل إداري واضح يرفع الكفاءة ويمنع التضارب في المهام. ينبغي تحديد الوظائف الأساسية للمشروع مثل: إدارة العمليات الزراعية (مشرف الحقل المسؤول عن الري والتسميد وجدولة الزراعة والحصاد)، مسؤول مكافحة الآفات، مسؤول الصيانة للمعدات وأنظمة الري، ومسؤول مالي وإداري يتابع المشتريات والمصاريف والعمالة. في المشاريع الأكبر قد يوجد مدير مزرعة يشرف على كافة الجوانب التشغيلية ويتابع فريق العمل، إلى جانب مسؤول تسويق ومبيعات يتولى تصريف المنتجات والتعاقد مع المشترين. إذا لم يكن بالإمكان توظيف أشخاص لكل دور، يمكن توزيع المهام بين الشركاء أو أفراد الأسرة بحسب خبرة كل شخص (مثلاً من لديه خبرة فنية يهتم بالمعدات والآخر بالتسويق). كما أن الاستعانة بالخبرات الاستشارية مفيدة في البداية؛ فاستشاريو الزراعة يمكنهم وضع برنامج إنتاجي وجدولة مزروعات، والمهندس الزراعي يمكنه زيارات دورية للتوجيه. من الناحية الإدارية أيضًا، يجب تنظيم سجلات المزرعة: سجل للمصروفات والإيرادات (للمحاسبة)، سجل للمحصول (مساحة المزروع وإنتاجية كل محصول ومواعيد الزراعة والحصاد)، وسجلات للرش والمبيدات المستخدمة (للرجوع إليها عند الحاجة ولمتابعة فترات الأمان قبل الحصاد). هذا التنظيم الإداري يساعد في تقييم أداء المشروع سنويًا واتخاذ قرارات مدروسة (كتقليل مساحة محصول غير مربح أو زيادة آخر ناجح).
إدارة المخاطر والتأمين: القطاع الزراعي معرض لتقلبات وظروف طارئة متنوعة، لذا من الحكمة وضع خطة لإدارة المخاطر المحتملة. أحد الحلول هو التأمين الزراعي على المحصول إن توفر من شركات التأمين، حيث يغطي خسائر الكوارث الطبيعية مثل البرد الشديد أو الجفاف أو العواصف. هناك منتجات تأمين بدأت تظهر في المملكة تغطي البيوت المحمية أو المحاصيل ضد الأخطار المناخية. إضافة لذلك، يمكن تنويع المخاطر عبر تنويع المحاصيل المزروعة بدل الاعتماد على محصول واحد؛ فإذا أخفقت زراعة معينة بسبب آفة ما أو تدني سعرها في السوق، يكون لدى المزرعة مصدر دخل آخر من محصول مختلف. أيضًا من استراتيجيات تقليل المخاطر جدولة الإنتاج لكيلا يصل المنتج كله للسوق في وقت واحد فيسبب انخفاض السعر؛ فمثلاً زراعة أصناف مبكرة ومتأخرة للنضج لنفس المحصول تمدد فترة الحصاد. يجب أيضًا أخذ الاحتياطات للسلامة المهنية للعاملين وتدريبهم على استخدام المعدات والآلات بشكل آمن لتفادي الحوادث التي قد تعطل العمل. ومن الجيد امتلاك أو تجهيز مرافق بديلة للطوارئ (مثل مولّد كهرباء احتياطي لتشغيل الآبار وقت انقطاع الكهرباء، أو مضخة ري إضافية). أخيرًا، التواصل المسبق مع مورّدي المستلزمات ووضع علاقات جيدة معهم يمكن أن يضمن توفر المواد (بذور، أسمدة، عبوات) وقت الأزمات أو شح الأسواق. بالتخطيط المسبق واتخاذ التأمينات اللازمة، يمكن تخفيف أثر الكثير من المخاطر على مسيرة المشروع.
الاستدامة البيئية وشهادات الجودة: تطبيق ممارسات صديقة للبيئة ليس مسؤولية أخلاقية فحسب، بل يُعزز أيضًا سمعة المنتج وقيمته خاصة لدى شريحة كبيرة من المستهلكين الواعين بيئيًا. من هذه الممارسات ترشيد استهلاك المياه (وقد سبق ذكر اعتماد الري بالتنقيط وتقنيات الزراعة المائية لتوفير المياه بشكل كبير)، وكذلك استخدام الأسمدة العضوية (مثل الكمبوست وروث المواشي المتحلل) لتغذية التربة بدل الإفراط في الأسمدة الكيميائية. يمكن اتباع أسلوب الزراعة العضوية جزئيًا أو كليًا في المزرعة عبر الاستغناء عن المبيدات والأسمدة الصناعية والاعتماد على الموارد الطبيعية المتجددة؛ وإذا نجح المزارع في ذلك فيمكنه الحصول على شهادة توثيق عضوي من الجهات المعتمدة (نظام الزراعة العضوية - هيئة الخبراء بمجلس الوزراء)، مما يخوله وضع شعار "منتج عضوي" على منتجاته وبالتالي استهداف سوق عضوي متخصص بأسعار أعلى. أيضًا حماية التنوع الحيوي في بيئة المزرعة أمر مهم؛ فمثلاً زراعة أزهار برية جاذبة للنحل حول الحقول يعزز تلقيح النباتات ويساعد في مكافحة الآفات طبيعيًا (مكافحة الآفات الزراعية)، والإبقاء على بعض الأشجار المحلية يوفر مأوى للطيور التي تقتات على الحشرات الضارة. من زاوية أخرى، يمكن للمزرعة تبني مبادئ إعادة التدوير مثل تحويل مخلفات التقليم والحصاد إلى سماد عضوي (كمبوست) يعاد إلى التربة لتحسينها، واستخدام أنظمة للطاقة الشمسية لتشغيل بعض التجهيزات بهدف تقليل البصمة الكربونية للمشروع. بعض المزارع الكبرى في المملكة بدأت تسعى للحصول على شهادات Global GAP للممارسات الزراعية الجيدة أو شهادات ISO للجودة، وهي معايير وشهادات دولية تثبت أن المنتج تمت زراعته ومعاملته وفق ضوابط سلامة غذائية واستدامة بيئية عالية. الحصول على مثل هذه الشهادات يفتح أبواب التصدير إلى أسواق عالمية تتطلبها، كما يحسّن الكفاءة الداخلية للمزرعة. بشكل عام، كلما كان المشروع الزراعي مستدامًا بيئيًا قلت تأثيراته السلبية وضمن استمراريته على المدى الطويل، وأصبح جزءًا من تحقيق الأمن الغذائي دون الإخلال بسلامة البيئة ومواردها
وفي الختام، فإن بدء مشروع زراعي نباتي ناجح يتطلب نظرة شمولية تجمع بين التخطيط السليم، والمعرفة الفنية، والإدارة الحكيمة، والتسويق الفعال. هذا الدليل المتكامل يستعرض الركائز الأساسية من الفكرة حتى بيع المنتج. على المزارعين الجدد الاستفادة من البرامج الإرشادية الحكومية ومن خبرات المزارعين المتميزين، مع الاستمرار في التعلم والتكيف مع أفضل الممارسات. الزراعة مجال يتطلب الصبر والمثابرة، لكن ثماره مجزية سواءً اقتصادياً أو في الإسهام بتحقيق الأمن الغذائي للمجتمع. بالعمل الجاد المبني على العلم والإدارة، سيتمكن المزارع الجديد من تحويل أرضه إلى مشروع منتج ومزدهر بإذن الله.
المصادر: تم الاستشهاد ضمنيًا بعدد من المراجع أثناء الشرح لضمان موثوقية المعلومات ودقتها، ومن أهمها: تقارير وزارة الزراعة السعودية ( البيوت المحمية الزراعية في السعودية - سعوديبيديا ) ( البيوت المحمية الزراعية في السعودية - سعوديبيديا )، منصات إخبارية محلية موثوقة (مواطن ينجح في زراعة الكركم لتصبح مزرعته المُصدر الأول للمملكة..فيديو)، وموسوعة سعوديبيديا للمعلومات الرسمية ( هل تزرع الفواكه الاستوائية في السعودية؟ - سعوديبيديا )، إلى جانب دراسات ودلائل إرشادية زراعية متخصصة ( ري المحاصيل الزراعية في السعودية - سعوديبيديا ) ( ما هي الزراعة المائية؟ ولماذا يجب عليك تعلمها؟ – Hydro FarmEx) وغيرها كما هو مُشار. هذه المراجع تغطي جوانب التخطيط الزراعي والتقنيات الحديثة والإحصاءات المحلية، مما يوفر أرضية علمية قوية لهذا الدليل.